الدفاع في قضايا القذف والتشهير الإلكتروني

حماية السمعة في عصر الإعلام الرقمي

نحن في خدمتك
للتواصل او الاستشارة


مقدمة

في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من الحياة اليومية، لم تعد الانتهاكات اللفظية أو التشهير مقتصرة على الواقع فقط، بل امتدت لتصل إلى الفضاء الرقمي.
أصبحت قضايا القذف والتشهير الإلكتروني من القضايا الشائعة والخطيرة، إذ تمس كرامة الأفراد وسمعتهم، وتنتشر بسرعة تفوق التصور.

في هذا السياق، يأتي دور محامي الدفاع في قضايا القذف الإلكتروني ليكون صوت القانون والعقل، ودرع الحماية أمام موجات الاتهام أو التشهير عبر الإنترنت.


ما هو القذف والتشهير الإلكتروني؟

  • القذف: هو إسناد واقعة غير صحيحة إلى شخص معين تمس شرفه أو مكانته، سواء تلفظًا أو كتابة أو عبر أي وسيلة.
  • التشهير: هو نشر معلومات أو صور أو مقاطع تؤذي سمعة شخص أو تضر بمكانته الاجتماعية أو العملية.

ويُعتبر القذف والتشهير “إلكترونيًا” عندما يتم عبر:

  • منصات التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، إنستغرام، تيك توك…).
  • تطبيقات المراسلة (واتساب، سناب شات، تلغرام…).
  • المواقع الإلكترونية والمنتديات والمدونات.

العقوبات القانونية في السعودية على القذف والتشهير الإلكتروني

وفقًا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في المملكة العربية السعودية، فإن العقوبات تشمل:

  • السجن لمدة تصل إلى سنة.
  • غرامة مالية تصل إلى 500,000 ريال سعودي.
  • أو كلتا العقوبتين معًا.

ويمكن أيضًا المطالبة بتعويض مالي عن الضرر المعنوي أو المادي الذي تعرض له المجني عليه.


متى تحتاج إلى محامٍ في قضايا القذف الإلكتروني؟

  • إذا كنت متهمًا بنشر محتوى يُعتبر تشهيريًا أو مسيئًا.
  • إذا تعرضت لتشويه سمعتك عبر الإنترنت وتبحث عن حقك القانوني.
  • إذا تم فتح بلاغ إلكتروني ضدك لدى الجهات المختصة.
  • إذا وردك استدعاء رسمي من الشرطة أو النيابة أو المحكمة بشأن محتوى نشرته أو شاركته.
  • إذا كنت ترغب في إثبات براءتك والدفاع عن نفسك قانونيًا.

دور المحامي في قضايا القذف والتشهير الإلكتروني

1. تحليل المحتوى محل النزاع

  • مراجعة المنشور أو الرسائل أو الصور أو المقاطع.
  • تحديد ما إذا كانت تشكل جريمة قانونية فعلًا أم لا.
  • دراسة السياق القانوني والاجتماعي للكلام أو المحتوى.

2. حماية حقوق المتهم

  • الدفاع عن حرية الرأي في إطار النظام.
  • إثبات عدم القصد الجنائي أو نفي علم المتهم بتأثير المنشور.
  • الطعن في صحة الأدلة الإلكترونية أو طريقة جمعها.

3. تمثيل المجني عليه

  • رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجزائية.
  • المطالبة بالتعويض عن الأضرار المعنوية والنفسية.
  • المطالبة بحذف المحتوى المسيء نهائيًا من المنصة.

تحديات قضايا القذف الإلكتروني

  • صعوبة إثبات النية والقصد: هل كان النشر بقصد الإهانة أو مجرد رأي عام؟
  • إثبات هوية الفاعل: خاصة في الحسابات المجهولة أو المزيفة.
  • الانتشار الواسع للمحتوى: حتى بعد حذفه، قد يبقى الأثر مستمرًا.
  • موازنة حرية التعبير وحماية السمعة.

الدفاع القانوني: كيف يتم؟

إذا كنت المتهم:

  • إثبات أن الكلام ليس قذفًا بل نقدًا مباحًا.
  • تقديم أدلة تبرئ ساحة المتهم مثل: المحادثات السابقة، النوايا، عدم التحديد.
  • الطعن في الإجراءات: هل تم تفتيش الأجهزة بشكل قانوني؟ هل تم جمع الأدلة الرقمية بطريقة صحيحة؟

إذا كنت المجني عليه:

  • توثيق الإساءة: صور – تسجيلات – روابط.
  • رفع بلاغ رسمي عبر تطبيق “كلنا أمن” أو المنصة الوطنية.
  • الاستعانة بمحامٍ لإعداد ملف قضائي قوي وتقديم الدعوى.

أهمية التخصص في هذه القضايا

قضايا القذف الإلكتروني تتطلب:

  • معرفة قانونية دقيقة بنظام الجرائم المعلوماتية السعودي.
  • فهم تقني للأدلة الرقمية والتعامل مع تقارير الجرائم الإلكترونية.
  • مهارة في التفاوض القانوني وتقديم دفوع فنية ومنطقية.
  • القدرة على الترافع أمام المحكمة الجزائية أو لجنة الجرائم المعلوماتية.

أمثلة واقعية (مع تغيير الأسماء)

  • قضية “محمد”: تم اتهامه بتشويه سمعة مديره عبر تغريدة، واستطاع المحامي إثبات أن الحساب مزيف وتم تبرئته.
  • قضية “ليلى”: تعرضت لحملة تشهير بصور شخصية، وتمت مقاضاة المتسببين والحصول على تعويض مالي قدره 150 ألف ريال.
  • قضية “سلمان”: نشر مقطع ينتقد شخصية عامة، وتم تصنيفه كحرية رأي وليس تشهيرًا، وأُغلقت القضية بعد تقديم دفوع قانونية.

نصائح لتجنب القذف والتشهير الإلكتروني

  • لا تنشر أي محتوى مسيء أو مهين حتى لو كنت غاضبًا.
  • تأكد من التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها.
  • لا تعلّق على خلافات شخصية أو أسرية في العلن.
  • استشر محاميًا قبل مشاركة محتوى قد يُساء فهمه.
  • استخدم خاصية الخصوصية في حساباتك لمنع إساءة الاستخدام.

خاتمة

في زمن أصبح فيه النشر أسهل من أي وقت مضى، تزداد المسؤولية القانونية على كل مستخدم للإنترنت.
إن القذف والتشهير الإلكتروني جريمة يعاقب عليها القانون، سواء كنت تقصد الإساءة أو لم تكن تدرك عواقب كلماتك.

ولذلك، فإن وجود محامٍ متخصص في قضايا القذف الإلكتروني مهم لحمايتك سواء كنت متهمًا أو مجنيًا عليه.


📌 هل تواجه قضية قذف أو تشهير إلكتروني؟
📞 تواصل الآن مع محامٍ خبير في القضايا المعلوماتية لحماية حقوقك وسمعتك قبل فوات الأوان.

اقرا ايضا: الترافع في قضايا التعدي على العقارات

مقالات ذات صلة:

اترك تعليقاً