فهم نظام التركات وسقوط الحقوق في ضوء الشريعة والأنظمة.
نحن في خدمتك
للتواصل او الاستشارة
حقوق الورثة من الأمور الشرعية التي كفلها الإسلام، وأقرتها القوانين في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الإسلامية. ومع ذلك، قد تثار تساؤلات قانونية مهمة مثل: هل تسقط حقوق الورثة؟ ومتى؟ وما العوامل التي قد تؤثر على سقوطها أو الحفاظ عليها؟
في هذه المقالة، نسلّط الضوء على أهم الأحكام المتعلقة بسقوط حقوق الورثة، وشروطها، ودور المحامي في حماية هذه الحقوق.
أولاً: ما هي حقوق الورثة في التركة؟
حقوق الورثة تشمل جميع الأموال والممتلكات التي يتركها المتوفى، والتي تُقسم وفقًا للأنصبة الشرعية المحددة في القرآن الكريم.
وتشمل الحقوق:
- العقارات والمنقولات
- الأرصدة البنكية
- الأسهم والحصص التجارية
- الديون المستحقة للميت
- الحقوق غير المادية مثل الحقوق الفكرية أو عقود الإيجار
ثانيًا: هل يمكن أن تسقط حقوق الورثة قانونًا؟
من حيث الأصل الشرعي والقانوني، فإن حقوق الورثة لا تسقط بمرور الوقت، لأنها حق ثابت في ذمة الميت، ولا تسقط إلا بموانع شرعية واضحة مثل:
- التنازل الطوعي من الوريث نفسه
- الردة (كمانع شرعي من الميراث)
- القتل العمد للميت (إذا ثبت)
- عدم المطالبة بحقوق الورثة خلال مدد معينة في بعض القضايا ذات الطابع المالي أو الحقوقي
ثالثًا: متى تسقط حقوق الورثة فعليًا؟
رغم أن الحق الشرعي ثابت، إلا أن هناك حالات قانونية قد تؤدي إلى فقدان الوريث لحقه أو التأخر في استيفائه، ومنها:
1. التقادم (مرور الزمن القانوني)
- بعض القوانين قد تعتبر مرور فترة زمنية طويلة دون مطالبة بحق معين، سببًا لعدم سماع الدعوى (مثلاً: دعوى تصرف أحد الورثة في العقار دون إذن).
- في السعودية، لا تسقط التركة بالتقادم، لكن تسقط المطالبات التي يطول عليها الأمد دون إثبات أو اعتراض رسمي.
2. تصرف أحد الورثة قبل القسمة
إذا قام أحد الورثة بالتصرف في التركة واستمرت سكوت باقي الورثة دون اعتراض أو رفع دعوى، فإن القضاء قد يعتبر السكوت الطويل بمثابة تنازل ضمني (خاصة في بعض الحالات العقارية أو المالية).
3. التنازل أو الإبراء
عند توقيع الوريث على إقرار رسمي أو صكّ شرعي بالتنازل عن حقه في التركة، يسقط حقه نهائيًا ولا يحق له الرجوع عنه إلا في حالات التزوير أو الغلط الفادح.
4. الجهل بحق الوريث
بعض الورثة قد يُحرَمون من حقوقهم بسبب عدم معرفتهم بوجود مال أو عقار ضمن التركة، وفي هذه الحالة يكون للوريث حق المطالبة عند العلم، لكن ينبغي التحرك قانونيًا دون تأخير.
رابعًا: أهمية الاستشارة القانونية لحفظ حقوق الورثة
وجود محامٍ متخصص في قضايا التركات وحصر الورثة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا، حيث يضمن لك:
- معرفة حقوقك بدقة
- رفع دعوى قسمة رسمية إذا تأخرت التصفية
- منع أحد الورثة من الاستيلاء على التركة دون وجه حق
- الطعن في أي تصرف مشبوه أو وصية مخالفة للشرع
خامسًا: ماذا تفعل إذا شعرت أن حقك في التركة مهدد؟
إذا كنت وريثًا وتعتقد أن هناك خطرًا على حقك في الميراث، فعليك اتباع الخطوات التالية:
- طلب صك حصر الورثة من المحكمة المختصة
- جمع معلومات دقيقة عن ممتلكات المتوفى
- طلب استشارة محامي مختص في قضايا الورثة
- رفع دعوى قسمة أو منع تصرف حسب الحالة
- توثيق كل خطوة رسمية تحفظ حقوقك مستقبلاً
خلاصة: لا تتنازل عن حقك في التركة
حقوق الورثة شرعية ومحفوظة، لكن الإهمال أو السكوت الطويل قد يؤدي إلى صعوبات قانونية. لذا، من الضروري التصرّف بسرعة وبالطرق النظامية لحماية حقك وضمان عدم ضياعه.
هل تحتاج إلى محامٍ خبير في قضايا التركات؟
نحن نُقدّم استشارات قانونية متخصصة لحصر الورثة وتوزيع التركة وحماية حقوقك من أي ضياع.
اقرا ايضا: محامي حصر ورثة وتوزيع التركة: دليلك القانوني لحفظ الحقوق وتيسير الإجراءات

تعليق واحد